قـــريــــــة معاويـــــة - قرية فلسطينيية

قـــريــــــة معاويـــــة - قرية فلسطينيية

تقع قرية معاوية شمال منطقة الروحة وتبعد حوالي 6كم من وادي عارة و 7كم من مدينة أم الفحم غرباً، كذلك تتبع للواء حيفا اليوم، وقد تبعت قبل النكبة لمنطقة جنين. كما تقع القرية على ارتفاع 225 متر فوق سطح البحر.

أحاطت قرية معاوية قبل النكبة عدّة قرى منها البطيمات ، خبيزة، صبّارين، البواشات، الكفرين وغيرها، والتي هُجّر أهلها عام 1948 قصراً على يد الجيش الإسرائيلي آنذاك، وهدّمت عن بكرة أبيها. وقد حاول الحاكم العسكريّ وقتها أن يفتكَ بأهل القرية، فقام بهدم وتهجير الجزء الغربي من القرية، إلّا أن أهلها أصرّوا على الثبات وعدم الهجرة، مما حدى بالحاكم العسكري إلى الإندحار، ليتحقق بذلك نصراً مؤزراً للقرية واهلها، والذين استقبلوا فيما بعد أهالي القرى المجاورة ليعشوا بينهم.

يشتهر سكّان قرية معاوية بتربية المواشي من الأبقار والأغنام، بالإضافة إلى صنع الألبان والأجبان، بعد أن كانوا يقتاتون على الزراعة وفلاحة الأرض، لكن المصادرة المستمرّة للأراضي بحجّة أنها منطقة عسكريّة، بالإضافة إلى مضايقة الفلاحين والمزارعين من قِبل "الدوريات الخضراء" جعل العمل ضمن الأرض مقننا. وقد أقيمت في السنوات الأخيرة الشركة الشهيرة "ألبان الروحة" التي نافست كبرى شركات إنتاج الألبان الإسرائيلية لجودتها وحُسن مذاقها.

كما وتحوي القرية على معصرة للزيت والزيتون تكفي حاجة السكان والقرى المجاورة، بالإضافة إلى مصنع الأعلاف الذي يقوم أيضاً بكفاية أهل المنطقة وليس سكّان القرية فحسب.

يتراوح عدد سكّان القرية اليوم بين 3000 حتى 3500 نسمة، تختلف مِهن سكّانها فيها، فبالإضافة إلى عمّال البناء باختلاف تفرعاته، فهناك نسبة عالية جداً من خريجي الطبّ والعلوم الدقيقة، بالإضافة إلى نسبة طلاب الجامعات في مختلف المواضيع سواء الطبيّة، التقنيّة، الإجتماعيّة وغيرها.

تحتضن قرية معاوية مدرسة إبتدائيّة واحدة، ومدرسة اعدادية وثانويّة، تتميّز بمستواها الرفيع، مما جعلها لأن تكون منبراً وقطباً تستقطب فيه طلّاب القرى والبلدات المجاورة طامعين بمستوى التعليم العالي فيها. بالإضافة إلى عدّة روضات وحضانات للأطفال، ومسجدان هما مسجد صلاح الدين الأيوبي ويقع في المنطقة الغربيّة، ومسجد فاطمة الزهراء ويقع في المنطقة الشرقيّة للقرية، وصندوقا مرضى ومجمّعاً إسلامياً قامت بإنشائه في سنوات التسعين الحركة الإسلامية في القرية.

وعلى الصعيد الوطنيّ، فقد شهدت قرية معاوية عام 1998 تحدياً صارخاً وقفت فيه كشوكة امام المحتلّ الإسرائيلي في أحداث ما عُرفت إعلامياً ب"أحداث الروحة"، فجرح العشرات من اهالي القرية ولفيف من اهالي المنطقة في مواجهة مباشرة مع الشرطة وقوّات الجيش الإسرائيلي، حتى توصّلوا إلى توقيع هدنة واتفاقيّة تنصّ على حظر اختراق أراضي الروحة من قِبل الجيش الإسرائيلي، الذي أراد الاستيلاء على الأراضي بهدف التدريب العسكري، وركع امام إصرار وصمود الأهالي خاضعاً.

ثمّ كانت هبّة القدس والأقصى عام 2000، فقدّمت قرية معاوية دم ابنها الشهيد أحمد ابراهيم أبو صيام رخيصاً، ليروي بدمه ثراها ولتحتضنه في بطنها في مقبرة القرية، ولتصبح في قلب المواجهة مع المؤسسة الإسرائيلية.

يعاني مؤخراً سكان القرية مما يسمّى بالخارطة الهيكليّة، والتي على إثرها ستقوم السلطات المعنيّة بشقّ شارع يمرّ من وسط أراضي سكّان القرية، مما يهدّد البيوت والأراضي المقامة في طريق هذا الشارع. كما ويعاني شبّانها من شحّ اراضي البناء وتضييقات من قِبل السلطات الإسرائيلية، مما حدا بالبعض بالإستقرار خارج القرية أو بتعمير بيتٍ فوق بيت ذويه، وبالتالي تضيق الأماكن بأصحابها.

نترككم مع صور للقرية