بحجم المؤامرة .. غزة عصيَّة على الإنكسار !!

بحجم المؤامرة .. غزة عصيَّة على الإنكسار !!

بحجم المؤامرة .. غزة عصيَّة على الإنكسار !!

” مقال تحليلي “

بقلم الكاتب السياسي / م. صلاح أبو غالي

بحجم المؤامرة ، وزخم الاحداث المتتالية في المحيط الاقليمي والعالمي ، فرض الحصار عنوة على غزة ، دُمِّرت الأنفاق التي هي بمثابة شريان الحياة ومن معزِّزات الصمود للشعب المقهور في غزة ، وجفِّفت منابع التمويل والدعم بفعل الخلافات السياسية والأيديولوجية والمصالح البينيَّة في المنطقة لتنسجم مع رؤى الاحتلال الصهيوني والمشروع الأمريكي الجديد والمدفوع بالثورات المضادة لثورات الربيع العربي ، فيكون الحال والمآل مؤامرة كونيَّة على غزة وشعبها المصابر ..

إن ما حدث من لقاءات سريَّة وعلنيَّة ومؤامرات قذرة استهدفت النيل من المقاومة الفلسطينية وجذوتها وعلى رأسها حماس ، لم يكن بمجرد الصدفة أو العبثية السياسية ، انها خيوط مؤامرة متشابكة وتقاطعت معها مصالح البعض من العرب والصهاينة والامريكان والاوروبيين بهدف منع المد الاسلامي من التنامي والتعاظم في وصفة ابداعية من جهابزة اللغات السياسية إذ وصفوه بالاسلام السياسي وكأن الدين منفصل عن السياسة ، والغريب أنهم يعلمون وبما لا يدع مجالاً للشك أنهم يحاربون الله ورسوله ولكن الغطرسة والتجبر والخيانة التي جبلوا عليها والتي توارثها البعض منهم أبت الا ان تضعهم في نفس الصف والفسطاط مع الأعداء ، وتخلوا عن بني جلدتهم أبناء فلسطين ، وليتهم اكتفوا ، كان حال زمانهم شجب واستنكار ، أما الآن فحالهم التآمر المخزي في صمت القبور ، “مؤامرة الصمت “.

إن الأحداث تترى ، وما كانت في انسجامها إلا رسائل يحلِّلها ويقرؤها العارفون بشأن العقيدة وشؤون التحليل السياسي ومفادها :

أولاً : هي رسالة اختبار مقياس الصبر عندما تحيق بكم المحن والبلايا من كل حدب وصوب .
ثانياً : رسالة تمحيص وتمييز واصطفاف ، ليميز الله بها الخبيث من الطيب .
ثالثاً : رسالة التمكين والنصر بعد الثقة بأن النصر من عند الله وحده .

لقد أمر الله عباده المؤمنين بأن يتجهزوا لقتال أعداء الله وأعداء الدين بقوله ” ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ “

فجاء الاعداد والتجهيز بما تيسَّر من سلاح ومن عبوات ناسفة ، وقاذفات الهاون ، وقاذفات RBG ، وطائرات الاستطلاع “أبابيل 1″ وراجمات الصواريخ ، والأنفاق والمعابر الوصولية وجاءت كلها رغم بساطتها بعد التوكل على الله لتهز أركان وعروش أقوى وأعتى جيوش العالم والمصنف رابع جيش من حيث العدد وثاني جيش من حيث الاعداد والامكانيات ، وما يصنفوه صهيونياً بأنه جيش الدفاع الذي لا يقهر ، فقهر وهزم واندثرت الاسطورة تحت أقدام رجال المقاومة الفلسطينية الباسلة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام ، لتضع معالم غزة والقضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية من جديد وبقوة .

أما على المسار العالمي فقد حدث انقلاب كبير في موازين الاعلام والسياسة فحدث ما كان يخشاه قادة الكيان الصهيوني :

أولاً : تكونت جبهة رفض شعبي دولي كبيرة جداً في كافة أنحاء العالم الغربي وعلى رأسها أمريكا ، ودول أمريكا اللاتينية وأوروبا ودول شرق آسيا وكلها تدعم الشعب الفلسطيني في غزة وتطالب بوقف العدوان الصهيوني ولجمه ، وتطالب برفع الحصار عن غزة .
ثانياً : انكشف الزيف الصهيوني وميكنته الاعلامية المتمثلة في اللوبي الصهيوني “ايباك” وبدأت صور الدمار والخراب في غزة تفضح الرواية الصهيونية المقلوبة ، وبدأت الفضائيات الدولية تتناقل الصور والاحداث بشكل لافت وعلى رأس قوائم الاخبار لديها .
ثالثاً : تكونت جبهة قانونية من المحامين ورجال القانون في العالم وعلى رأسهم “وليام شاباس” رئيس وفد محكمة الجنايات الدولية لتقصي الحقائق في غزة والذي اتهم الكيان الصهيوني بارتكاب مجازر حرب بحق الانسانية وتمنى أن يرى “بيريس ونتنياهو” في قفص الاتهام أمام محكمة الجنايات ليحاكموا على جرائمهم هم وضباط جيشهم .
رابعاً : تكونت جبهة مقاطعة لدولة الكيان الصهيوني من حيث مقاطعة البضائع ، السياحة والسفر ، المطالبة بطرد السفراء الصهاينة ، مقاطعة الجامعات ودور الثقافة ، رفض التعامل الاجتماعي مع الجنس الصهيوني ونبذه بل وملاحقتهم وتهديدهم في بعض المناطق من العالم ، وزد على ذلك انخفاض مؤشرات التبادل التجاري وانخفاض مؤشرات السوق والبورصة لدى الكيان الصهيوني وشركاته ومؤسساته على المستوى المحلي والدولي .

إن الناظر بعيون قلبه يرى ما لا يراه الآخرون ، خمسة آلاف طن من المتفجرات كانت كفيلة بإزالة دولة من جذورها وصمدت غزة ، جيشوا آلاف الجنود والآليات والدبابات والطائرات ، وصمدت غزة ، تحالف معهم القاصي والداني وبنو العرب اخواني وصمدت غزة ، ركعت جيوش العرب في ست ساعات ولم تركع غزة ولا تزال صامدة وشامخة كالجبال الرواسي ، ولم يفهم البعض أن أمر الله نافذ ، وأن من معه الله فمن عليه ؟؟!!!

لقد كانت مؤامرة الصمت المخزية وصمة عار على جبين القادة العرب ، تحرَّك العجم والصم والبكم ولم يتحرك العرب ، تخلَّوا عن غزة ، لم تحرِّكهم الدِّماء ولا الأشلاء ولا البيوت المهدمة التي قصفت على رؤوس أهلها الآمنين !!

فمتى يتراجع البعض ويعيد حساباته السياسية ، ومتى يعود بنفسه إلى شعبه ، ويعود بشعبه إلى أمته ورأس حربتها وخط الدفاع الأول فلسطين ؟؟؟!!!

المصدر-شبكة فلسطين للحوار

» اسطوانة جميع اصدارات برنامج الفوتوشوب باللغة العربية + شرح و دروس واضافات Photoshop collection 2013 بحجم 8 كيكا تحميل مباشر