أزمة كبيرة تواجه الحمير بسبب الطلب الكبير على جلودها

كشف "أليستر ليتهيدبي" مراسل إفريقيا لقناة "بي بي سي نيوز"، يومه السبت عن أكبر أزمة تواجه الحمير على مستوى العالم خصوصا في ما يتعلق بأعدادها، بسبب الطلب الكبير على جلودها في الصين، حيث تستخدم في إنتاج أغذية صحية وعقاقير الطب التقليدي، كما يحظى لحمها بشعبية كبيرة في الصين، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في عددها هناك، بالإضافة إلى حقيقة تباطؤ تكاثرها، مما اضطر الموردين للبحث عن مصادر بديلة خارج الصين.

وحسب ذات المراسل فقد تضررت أفريقيا بشدة أكثر لأن هذه الحيوانات مهمة في حياة الناس سواء في النقل أو الزراعة وخاصة في البلدان الأكثر فقرا.
وفي العديد من البلدان، تضاعفت أسعار الحمير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع اللصوص لأن ينشطوا في هذا المجال، فباتت العديد من الأسر غير قادرة على الحصول على حيوان جديد.

وكشفت هيئة أوكبيكرس الخيرية للصحفيين الاستقصائيين المعنيين بالبيئة والحمير ومقرها جنوب أفريقيا، حالات تعرضت فيها الحمير لانتهاكات قبل قتلها.

وقال مايك بيكر، من منظمة "الملاذ الآمن للحمير" والذي يقود حملة لوقف هذه التجارة، إن "هذه أكبر أزمة تواجه الحمير في التاريخ".
وأضاف بيكر "إننا نرى الاستحواذ على ملايين الحمير ونرى معاناة هذا الحيوان على نطاق لم يسبق له مثيل من قبل".
وأشار إلى أن الضغط الدولي في هذا المجال بدأ يؤتي ثماره. فقد حظرت أوغندا وتنزانيا وبوتسوانا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي والسنغال على الصين شراء منتجات حميرها.

وعلى الجانب الآخر، يفحص المشترون الصينيون البضاعة جيدا قبل شرائها، فجلود الحمير عندما يتم غليها تنتج نوعا من الجيلاتين بني اللون، يُعد عنصرا رئيسيا في منتجات "إيجياوو" الغذائية والطبية التقليدية التي تحظى بشعبية.

وجدير البذكر فإن 1،8 مليون حمار يقتل سنويا للاتجار في جلودها وذلك بحسب منظمة الملاذ الآمن للحمير، فيما يزيد الطلب عن 10 ملايين حمار سنويا، هذا وقد تراجع عدد الحمير في الصين من 11 مليون حمار في عام 1990 إلى ثلاثة ملايين اليوم، كما أن
سعر كيلو جيلاتين الذي ينتج من غلي جلد الحمير يصل إلى 388 دولارا للكيلوغرام.