معركـــــــة جنيــــــــــن غـــــــــــراد و مــــن أبطـــــــــــال معركــــة جنيـــــــــــــن
معركة جنين غراد
لم تأخذ معركة جنين حقها في التاريخ ولم ينصف الخبراء الاستراتيجيون العرب في حكمهم على مأثرة جنين وأهميتها الاستراتيجية. فقد دأب الاعلام في التطبيل والتزمير للمعارك الممولة فارسيا والمعارك التي صَنع منها التفويع الاعلامي بشقيه الأمريكي والفارسي أبطالا ورموزا لو دققنا في تفاصيل الأحداث تنهار رمزيتهم عند أسوار جنين غراد كما أطلق عليها الرئيس المحاصر حينها ياسر عرفات وعند أسوار المقاطعة في بور رام الله التي استبسل رجال القوة 17 في الدفاع عن عرينهم.
بعد عشر سنوات على هذه المعركة التي عايشنا تفاصيلها وفلسطين كلها في خندق مواجهة حين صم العالم أذنيه عنها وأغمض عينيه حتى أننا اعتقدنا بأن العالم قد غاب أو مات فداخل الحصار كداخل السجن لا تشعر إلا بصيرورة النضال ولا تستشعر إلا بصدق الموقف لان هذا محك الرجال. في تلك الأيام التي غابت وراء أحداث غطتها بعاصفة رملية وكأننا كذبة في التاريخ - دمنا لم يسل بها وأرواحنا لم تقف عند عنق الزجاجة أشهر وسنوات. ولم يصادر الألم استشعارنا بوقع الحياة ، كنا كمن يسير في جنازة امتدت من 2000 حتى 2004 لم يترجل الموت لحظة عن مواكب حياتنا، كنا نحيا لكي نقاوم ونموت كي ننتصر. ففي خنادقنا وشوارعنا حضر كل تاريخ الأمة العربية مخزونا حربيا ومعنويا مد صمودنا بالديمومة وحضرت الأمة في شخص اللواء عمر سليمان؟
فعند حائط صامد متاخم لمقر أبو عمار خُطت مقولة الريس جمال عبد الناصر 'ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة 'باللون الأحمر موقعة من الضباط الأحرار في فلسطين وفي عين مصباح كتب على أحد الأسوار الشاهقة باللون الأسود والأخضر'. نحن أمة لن تستسلم. ننتصر او نموت ' موقعة باسم الشهيد الليبي عمر المختار.
أما في سماء جنين فكانت روح البطل السوري والقائد القومي الشيخ عز الدين القسام ترفرف مبايعا أبو جندل ورفاقه مباركا بنادقهم مسيرا جنود يعبد والشام الى مرابض رباطهم. كانت المعركة تترنح بين ضفاف التاريخ ينادي المخيم: 'واقساماه'، فلا تتحرك دول الممانعة والمقاومة ولا ترسل الجيوش ولا حتى المدد الانساني ! 'ويتنهد القسام'،لنعرف السبب والجواب الآن '، فالمعارك التي لا تخاض برسم فارسي وليس لها ختم من ولاية الفقيه فهي خارجة عن حسابات الممانعة والمقاومة.
فلم يرسل النظام المستأسد على شعبه مددا للمعركة ولم يطلق نصر اللات والعزة أي صاروخ باتجاه تل الربيع.
ولم نسمع مثقفي الممانعة يمجدون مقاومة حقة وببطولة تاريخية على الأرض الفلسطينية سطرها مقاوم فلسطين حينها.أم أن بريستيجهم الثوري لا يسمح إلا بالتصفيق للمعارك خارج الحدود المحتلة ولا لتمجيد فلسطين اليتيمة حينها والفقيرة أيضا فاختفت دول الممانعة في إجازة قصرية خارج التاريخ ومعها مثقفوها. بل ذهبوا لأعتى من هذا فعقدوا اجتماعا ليشكلوا قيادة لتوضيح أبعاد المؤامرة التي يخوضها ياسر عرفات! والدبابات الصهيونية تحاصر مقره! وبعدها تفرقوا أيدي سبأ غادر بعضهم البلاد وهي جريحة ليأمم تجنيسه وغادر آخر ليستجلب المال لمعركة لم يخضها وآخر ذهب إلى محميات الفقيه يتسول موقفا فارسيا لجيش لا يمت له بصلة.
وتدور الدوائر يا مثقفي الممانعة ليكشف الشعب السوري عن ارتباطكم عربيا وعالميا أما نحن في فلسطين فقد سقطتم حين تعملق مخيم جنين وتقزمتم عندما خرج أبو عمار مرددا 'شهيدا شهيدا'.
واليوم وبعد عقد من الزمن تستجيب جماهير الأمة العربية لنداء جنين بعد أن غيبت وصادرت أنظمة الفساد والاستعباد أرادتها الجمعية فأصداء رصاص العزة لا زال يسمع في ردهات التاريخ وفي محافل الثوار العرب رغم أنف الممانعين لفظا والمقاومين بالكلمات المقاطعة.
اليوم تستنصر جماهير الأمة لصرخات جنين غراد وستشيد الجماهير الزاحفة لفلسطين صرحا لشهداء معركة جنين في كل ميادين التحرير بعد إنجاز ثوراتها - ثورتنا الشاملة .
فالتاريخ سيسجل في أنصع صفحاته المعارك النوعية وملاحم الصمود الأسطورية في التاريخ الحديث من ثورة القسام لملحمة بور سعيد لمعركة الكرامة ولرديفها في الداخل المحتل معركة جنين غراد.
ومن معركة رأس العش وحرب الاستنزاف لعبور جيش العروبة قناة السويس للصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية في بيروت 1982، إلى معركة الحصار في بور رام الله، فبين بور سعيد ورام الله كان امتدادا فدائيا عروبيا قرار فعله لفدائيي الخنادق الذين غَيبوا بقوة ثباتهم وصدق ادائهم رواد سياسة الفنادق واقعدوا بجسارتهم وبأسهم متفذلكي السياسة ودعاة ثقافة الممانعة.
سلمت يا جنين غراد رمزا للفداء العربي وشاهدا لعزة العروبة. وطيب الله ثرى شهدائك جميعا وهون من ألم جرحاك وحرر أبطالك من أسر الصهاينة. وحيا الله أمهات وزوجات وأخوات أبطال المعركة فهن فخر المرأة العربية واحتياط الجندية الشعبي.
وإلى كل مواطن بسيط ساهم في نسج خيوط الملحمة الأممية التي صُنعت في فلسطين وقد تفوق بخصوصيتها بطولة ستاليننغراد في التصدي لجيش النازية، ولتجعلوا يا أشقاءنا في ميادين الحرية جنين غراد قبلتكم.
من أبطال معركة جنين
الشهيد أبو جندل: قسم الشهداء وعهد الأبطال
فدائي فلسطيني أصيل ، ما نسي يوماً عهده مع فلسطين ، وما غابت عن عيونه صورة الأقصى الأسير ، وبقي مخلصاً ووفياً لرسالة الجندية التي حملها يوم أن خان عهدها وقسمها الكثير ممن غرتهم أوهام السلام الزائفة مع أحفاد القردة والخنازير من قتلة الأنبياء وناقضي العهود على مر الأزمان ، حمل البندقية والمصحف وانطلق ليسطر مع رفاقه المجاهدين في معركة التصدي والصمود على أرض مخيم جنين القسام ملحمة بدر الكبرى في وقت نسي فيه البعض أمجاد أمتهم وتاريخ شعبهم ، فكان هو ورفاقه ممن حق فيهم قول الله تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) .
مقاتل أحبه الجميع ،علماً أنه لم يعمل تحت إطار سياسي محدد ولم يكن ينتمي إلى تنظيم بعينه ، وكان جل اهتمامه الجهاد والشهادة وحب الوطن ، لقد كان قريبا جداً من كتائب القسام ، وعمل مع العديد من كوادرها في جنين ، وكثيرا ما نسقوا هجمات موجعة للعدو وتدارسوا سبل تطوير المقاومة ، حتى إن بعض وسائل إعلام العدو قد حسبته على حركة حماس ، إلا أنه في حقيقة الأمر كان يحب العمل مع المقاومة الجادة متجاوزا البعد التنظيمي فكان نعم القائد .
وفي مقامه هذا يعود إلى الذاكرة رفيق دربه الذي خاض معه مرحلة كفاحية متلازمة حيث كانا لا يفترقان إلا للقاء وهو الشهيد القسامي البطل جمال ضيف الله حسن ” أبو ضياء من مخيم جنين ” نقيب في الأمن الفلسطيني ” الذي شاءت الأقدار أيضا أن تكون حتى قصة استشهادهما متشابهتين رغم وجود فارق زمني بينهما يصل إلى تسعة أشهر ، فكلاهما تم إعدامه بعد أن القي عليه القبض وهو على قيد الحياة ، ولشدة احترام حركة المقاومة الإسلامية حماس لهذا القائد ، ولقربه الشديد من مقاتلي كتائب القسام في جنين ، فقد عممت حركة حماس على مقاتليها أن يطيعوا أوامر هذا القائد دون غيره ، لشدة ثقتهم في انتمائه وصلابته في المقاومة ، وتقديراً له على تاريخه الطويل في المقاومة ضد المحتل والتي نال خلالها أذى العدو و أذى ذوي القربى أيضا .
إنه الشهيد البطل يوسف أحمد محمد ريحان قبها المشهور ( أبو جندل ) أحد قادة معركة مخيم جنين الصمود ، ولد الشهيد يوسف ريحان في قرية يعبد القسام بتاريخ 12\5\1965م لعائلة فلسطينية قروية متدينة ، حيث تربى فيها على حب وطنه والوفاء لدينه وشعبه ، تلقى الشهيد البطل تعليمه الأساسي و الإعدادي في مدارس قريته يعبد لغاية المرحلة الثانوية ، حيث لم يكمل تعليمه الثانوي ، أثر بعدها السفر للأردن حيث ألتحق هناك بالثورة الفلسطينية ولم يكن عمره قد تجاوز (16) عام ، وفي الأردن أكمل تعليمه في معهد البولتكنك الصناعي قسم الكهرباء إلى جانب التحاقه بعدد من الدورات العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني ، وبعد (
شهور من التعليم والتدريب المتواصل للشهيد يوسف في الأردن ذهب لسوريا حيث التحق هناك بدورة المدفعية التابعة لجيش التحرير الفلسطيني هناك ، انتقل بعدها للبنان حاملا لرتبة ( رقيب أول ) لينضم هناك للواء ( ياسين سعادة ) من قادة كتائب جيش التحرير الفلسطيني في لبنان .
في فترة مكوثه في لبنان استطاع الشهيد البطل يوسف المشاركة في كثير من عمليات المقاومة ضد الأهداف الصهيونية المتواجدة بين الحدود اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة وقام بقيادة وتخطيط العديد منها، ومع زيادة حدّة عمليات المقاومة الفلسطينية المنطلقة من الأراضي اللبنانية ضد المواقع العسكرية الصهيونية ، قام جيش الاحتلال الصهيوني عام (1982)م بقيادة رئيس أركان الجيش السفاح (شارون ) بعملية اجتياح واسعة للأراضي اللبنانية و محاصرة العاصمة بيروت التي دارت حولها معارك عنيفة بين الجيش الصهيوني وقوات جيش التحرير الفلسطيني والتي قاد فيها الشهيد يوسف ريحان حرب الشوارع وهو لم يتجاوز من العمر(17) عام .
أصيب الشهيد يوسف خلال حصار بيروت بعدة إصابات في منطقة الفم والصدر حيث استقرت إحدى الرصاصات على بعد نصف (سم) من القلب ،كما و أصيب في يده اليمنى نقل على إثر هذه الإصابات لمستشفى ( بار إلياس ) في منطقة زحله حيث حاول الجيش لحد المتعامل مع الاحتلال اغتياله هناك لولا تدخل أحد الأطباء الذي قام بنقله مباشرة إلى أحد المستشفيات التابعة لقوات التحرير الفلسطينية .
وبعد (40) يوما من الحصار تم الاتفاق على خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ، والانتشار في عدد من البلاد العربية ، نقل على إثرها الشهيد يوسف للمغرب حيث تلقى هناك عدد من الدورات العسكرية في قوات الصاعقة منها دورة الضفادع البشرية وبعد أن أتم الشهيد يوسف هذه الدورات بنجاح ، نقل إلى العراق حيث جند هناك في معسكر العزيزية ( قوات الأقصى) وتم ترقيته لرتبة (مساعد أول ) .
بقي الشهيد يوسف في العراق حتى توقيع اتفاقية ” أوسلو ” بين العدو الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث كان الشهيد يوسف ريحان أحد العائدين بموجب الاتفاقية ، أستقر وعين بعدها مدربا لقوات الشرطة والأمن الفلسطيني في أريحا ، وبعد (
شهور من عمله في أريحا أنتقل للعمل في منطقة بيت لحم حيث بقي فيها مدة سنتين ونصف .
وفي بيت لحم وبالتحديد عام 1996م هذا العام الذي شهد أحداث انتفاضة النفق ( نسبة إلى نفق “الحشبونائيم” الذي قام بحفره اليهود تحت الحرم القدسي الشريف ) وقعت مواجهات عنيفة في محيط قبة راحيل الواقعة بالقرب من مدينة بيت لحم من جهة القدس ، قامت على أثرها مشادات كلامية بين جنود الاحتلال وأفراد الأمن الفلسطيني المتواجدين على مدخل بيت لحم ، تشاجر خلالها الشهيد يوسف ريحان مع ضابط صهيوني برتبة ( ميجر جنرال ) قام بعدها الشهيد يوسف بإطلاق النار على الجنود الصهاينة مما أدى لمقتل جندي فر بعدها من المكان حيث قام جيش الاحتلال بمطالبة السلطة الفلسطينية بعد هذا الحادث بتسلم الشهيد يوسف لهم ، وبعد تنسيق ومباحثات تم الاتفاق على نقل الشهيد يوسف لمدينة جنين وتعليق ترقيته العسكرية .
في جنين عمل الشهيد يوسف على تأسيس وحده عسكرية من أفراد الأمن أطلق عليها اسم الوحدة (التنفيذية ) كما وأشرف على عملية التدريب لكثير من الدورات العسكرية والأمنية في المدينة مما أكسبه شعبية كبيرة بين أفراد الأجهزة المختلفة لتواضعه وحسن خلقه في التعامل .
لقد تعود الشهيد يوسف دوما على قول كلمة (لا) لكل ما يخالف وطنيته وشرف الجندية التي تربى عليها فقام وللمرة الثانية بإطلاق النار على الجنود الصهاينة المتواجدين في منطقة أحراش السويطات الواقعة شرق مدينة جنين مما أدى لإصابة أحدهم وذلك عندما تشاجر معهم حين طالبوه بمنع المتظاهرين المعتصمين في تلك المنطقة من رشق الحجارة وقد وقع الحادث عندما هم أحد الجنود بإطلاق النار على الشهيد يوسف فأصيب مرافقه ( ضرغام عزات زكارنة ) بدل عنه ، وعلى الفور قام الشهيد يوسف بتوجيه سلاحه نحو قائد الوحدة و أصابه برأسه وترك المكان على الفور ليصبح بعد هذا الحادث المطلوب رقم واحد من أفراد الأمن الفلسطيني للكيان الصهيوني .
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام (2001) م كان للشهيد البطل يوسف ريحان دور كبير في المقاومة الوطنية والإسلامية ضد أهداف العدو الصهيوني ، فقد أشرف وخطط لبعض العمليات العسكرية ، كما وقام بتشكيل وحدتين من أفراد الأمن لضرب الأهداف الصهيونية ، الوحدة الأولى تكونت من (56) عنصراً والوحدة الثانية ضمت (36) عنصرا آخر ، كان من بين هذه العمليات ، إطلاق النار على المستوطنات المحيطة بمدينة جنين و إرسال بعض الأفراد لتنفيذ عمليات من ضمنها عملية حاجز ترقوميا العسكري والتي نفذها مرافق الشهيد يوسف وهو الشهيد ضرغام عزات زكارنة من بلدة دير غزالة الواقعة قضاء مدينة جنين .
دوره في معركة مخيم جنين
تقول زوجة الشهيد يوسف ريحان ( جاء زوجي إلى البيت قبل المعركة بشهرين بالتحديد 28\3\2002م حيث بدل ثيابه واطمأن على صحة أبنائه الثمانية ( محمد 13عاما وإسلام 12عاما ونور الدين 11عاما وصهيب 9أعوام ووطن 6أعوام وقسام 4أعوام وأنصار الله 3أعوام ولواء الله 11شهرا ، وبعدها قال لي وصيتك الأطفال وادعوا الله لي الشهادة ثم خرج ولم يعد للبيت حتى الآن ) .
ومع اقتراب موعد المواجهة في مخيم جنين وقف الشهيد البطل يوسف ريحان مع رفاقه الذين عقدوا العزم على الصمود والرباط حتى آخر رجل منهم في ساحة المخيم واقسموا مجتمعين قسم الشهادة والرباط فإما النصر وأما الشهادة ثم هتف الشهيد يوسف وقال ( نحن جيش محمد ، نحن جيش القعقاع ) إيذانا ببدء المعركة .
وتضيف زوجة الشهيد يوسف قائله ( أن زوجي كان على اتصال دائم فينا أثناء المعركة حيث كان يقول دائما لن يتمكن اليهود من دخول مخيم جنين ما دام فينا نفس ) وفي آخر اتصال للشهيد يوسف مع زوجته وأهله تقول زوجته ( في آخر اتصال مع زوجي قال لي ( قولي لأولادي أني سأكون شهيدا وسمي الولد الجديد _ حيث زوجته كانت حاملا به قبل استشهاده _ جيش الرحمن ) ثم أخبرها أنه مصاب بقدمه ولكنه سيقاوم حتى الشهادة )
وفي يوم الأحد 13\4\2002م فجرا استشهد يوسف ريحان الملقب أبو جندل بعد أن نفذت الذخيرة التي بحوزته ، حيث قام جنود الاحتلال باعتقاله و إعدامه بعد أن تعرف عليه أحد العملاء ممن باعوا أرضهم وعرضهم ،
وفي رواية أحد من سكان المخيم ويدعى ( حسن أبو سرية ) والذي شاهد جثة الشهيد يوسف ريحان قال ( بعد أن تراجع الجنود الصهاينة من ساحة المخيم ، خرجت من المنزل لتفقد المكان لأجد على بعد 200متر من المنزل جثة أحد المقاومين ،حيث بدا عليها علامات في منطقة الوجه والجبين ، وبعد اقترابي من الجثة تبين أن هذه العلامات كانت لرصاصتين واحدة في منطقة الفم وأخرى في الجبين ) ويكمل حسن كلامه قائلا( من وضع الجثة كان واضحا أن صاحب هذه الجثة قد تم إعدامه و وضعه على كومة من التراب ، وبعد دقائق تجمع عدد من السكان في المخيم حيث أجمعوا أن هذه الجثة هي ليوسف ريحان ( أبو جندل)
لقد صدق هذا الفدائي العملاق ربه ،فصدقه الله وعده ، ومضى على درب رفاقه الشهداء جمال ضيف الله و طارق درويش وأشرف أبو الهيجا ومحمود طوالبه وغيرهم من أبطال معركة مخيم جنين القسام .
لقد فعل الشهيد يوسف ريحان فعله في اليهود الملاعين حيث اعترف الناطق العسكري الإسرائيلي في مقابلة معه في صحيفة ( يدعوت احرنوت ) الصهيونية (أن الشهيد أبو جندل كان مسؤولا عن قتل 56 صهيونيا وجرح العديد منهم وتدمير أكثر من 10دبابات وحرق جرافة عسكرية وإصابة طائرة مروحية بأضرار) ويضيف الناطق العسكري الصهيوني ( أن أبو جندل استعمل سلاح (أر.بي.جي) مما أدى لإصابة العديد من الدبابات وناقلات الجنود ) .