عملية "بيت إيل".. ضربة قاصمة للتنسيق الأمني

عملية "بيت إيل".. ضربة قاصمة للتنسيق الأمني

يوماً بعد آخر تثبت "انتفاضة القدس" التي تقترب من دخول شهرها الـ (5) على التوالي أنها خيار الشعب الفلسطيني بأكمله لمواجهة جرائم وعربدة الاحتلال ومستوطنيه، التي تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء، وأن المحاولات اليائسة والولاء الذي تظهره بعض الأطراف للاحتلال لاسيما التابعة للسلطة الفلسطينية لن تنجح في وأد الانتفاضة.

ورغم قَسم الولاء المتكرر الذي تطلقه السلطة وأجهزة أمنها في الضفة المحتلة بحفظ أمن الاحتلال لا سيما خلال الانتفاضة الجارية، والتي كان آخره ما جاء على لسان «ماجد فرج» رئيس المخابرات العامّة الذي أقر فيه مؤخراً بإحباط أجهزة الأمن لـ (200) عملية فدائية واعتقال أكثر من (100) فدائيّ آخر خلال الانتفاضة؛ إلّا أن عملية اليوم (201) خرجت من عقر دار السلطة لتوجه ضربة قاصمة لسياسة التنسيق الأمني ومؤيديه.

آخر تلك العمليات البطولية التي تثبت أن الانتفاضة بدأت تتطور بشكل نوعي وتشهد تطوراً في الأداء ما جاء على يد "أمجد سكري" أحد أفراد الأجهزة الأمنية في الضفة، الذي استُشهد أمس بعد تنفيذه عملية إطلاق نار بالقرب من حاجز "بيت إيل"، أصُيب على إثرها(3) جنود صهاينة، جراح اثنين منهم بالغة الخطورة .

وأُصيب ظهر أمس الأربعاء (3) جنود صهاينة بجراح بينهم اثنان بحالة حرجة، بعملية إطلاق نار بطولية على حاجز "VIP" المعد لمرور الشخصيات الرفيعة في السلطة الفلسطينية، قرب حاجز "بيت إيل" وسط الضفة المحتلة، فيما استشهد منفذ العملية "أمجد سكري" (35عاماً)، الذي يعمل ضابطاً في جهاز الشرطة بالضفة المحتلة، ومرافقاً لرئيس نيابة رام الله.

وأوضحت وسائل إعلام العدو تفاصيل عملية حاجز "بيت إيل" مبينة أن المنفذ وهو من قرية "جمّاعين" قضاء نابلس المحتلة اقترب من الحاجز بسيارة، وحين وصل مكان التفتيش اقترب أحد الجنود من نافذة السيارة ليطلب بطاقته، باغته أبو عمر بإطلاق النار على رأسه، وواصل إطلاق النار على الجنود الآخرين؛ فأصاب اثنين منهم, أحدهما في الرأس والآخر في الصدر.

وبحسب وسائل الإعلام فإنه عَقب ذلك قام أحد الجنود المتواجدين بإطلاق النار صوب الشهيد "سكري"، فأصابه بشكل خطر ما أدى إلى استشهاده، وُوصفت إصابة اثنين من الجنود بأنها خطيرة، بينما وصفت جروح الثالث بأنها ما بين متوسطة وخطرة.
تطور نوعي

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين باركت عملية حاجز "بيت إيل" البطولية، معتبرة العملية بمثابة رد طبيعي على الجرائم التي ينفذها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني كالإعدامات الميدانية بدم بارد وغيرها.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: "إن العملية تطور نوعي في سياق العمليات التي تنفذ في إطار الانتفاضة، ورد حقيقي على فشل سياسة التنسيق الأمني مع الاحتلال"، مشدداً على أنها تأكيد على أنه مهما اتخذ الاحتلال من إجراءات، واستخدم من ترسانة عسكرية لن يقدر على هزيمة إرادة شعبنا الفلسطيني".

وأضاف المدلل لـ"الاستقلال" أنه بهذه العملية البطولية تُعاد أمجاد أبطال الأجهزة الأمنية السابقين، أمثال أبو جندل وغيره، والذين واجهوا الإجرام الصهيوني، وتقدموا الصفوف الأولى في الدفاع عن أبناء شعبهم، مؤكداً أن العملية التي نُفذت تعتبر من المهام الأساسية لأبناء أجهزة الأمن في الضفة المحتلة، أي حماية للشعب، لا تلك الوظيفة التي خطّها لهم "اتفاق أوسلو" المشؤوم، الذي أراد من تلك الأجهزة أن تغيير عقيدتها الوطنية تجاه حماية الاحتلال وقُطعان مغتصبيه".

وأشار القيادي في حركة الجهاد إلى أن العدو الصهيوني يعيش حالة ارتباك وهاجس أمني على خلفية "انتفاضة القدس" المستمرة، والتي تدخل في غضون الأيام القليلة المقبلة شهرها الخامس على التوالي، منوهاً إلى ضرورة أن تتطور العمليات التي تُنفذ في مسار الانتفاضة لتقول للعدو إن خيارنا هو خيار الانتفاضة، وأنه يجب أن ينتظر الأسوأ من الشعب الفلسطيني.
رد طبيعي

من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منفذ عملية إطلاق النار في "بيت إيل"، مؤكدة أن إقدام أحد أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية على تنفيذ العملية يمثل مؤشراً واضحاً على وجود عناصر وطنية داخل الأجهزة الأمنية ترفض سياسة التعاون الأمني مع الاحتلال.

الحركة في بيان صحفيّ وصل "الاستقلال" نسخةٌ عنه اعتبرت "أن عملية الشهيد "أمجد سكري" بمثابة رد طبيعي على جرائم الإعدامات الميدانية التي ينفذها الاحتلال"، مضيفة أن "انخراط عناصر الأجهزة الأمنية في "انتفاضة القدس" بات مطلباً شعبياً وضرورة ملحة في هذه المرحلة المهمة، إذ لا بد لجميع تلك العناصر من توجيه بنادقهم نحو العدو الأوحد وهو الاحتلال".

من ناحيتها، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعت جميع المقاومين إلى تصعيد جذوة الانتفاضة ودعمها وإسنادها، وإدامة الاشتباك الشعبي مع قوات الاحتلال، مُؤكدة أن خيار الانتفاضة لا رجعة عنه.

وباركت الجبهة في بيان صحفي وصل "الاستقلال" نسخة عنه العملية البطولية التي نفذها الشهيد "أمجد سكري" من قرية "جمّاعين " قضاء نابلس المحتلة، مُؤكدة أن كلَّ مشاريع التنسيق الأمني قد سقطت، وأثبتت عقمها وفشلها.

وطالبت الجبهة الشعبية بضرورة إجراء مراجعة سياسية شاملة بما فيها دور وموقع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مُعتبرة أن عملية "بيت أيل" صفعة في وجه التنسيق الأمني مع الاحتلال.
خيار شعب

بدوره، الكاتب والمحلّل السياسي المختص في الشأن "الإسرائيلي" إسماعيل مهرة، رأى "أن انتفاضة القدس المستمرة في الضفة والقدس المحتلتين بدأت تميل للاستقرار نحو المشاركة الشعبية والزخم الشعبي الكبير من قبل أبناء المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية".

وأوضح مُهرة لـ"الاستقلال" أن هناك حالة من التعايش الفلسطيني مع "انتفاضة القدس" باعتبارها باتت حدثاً يومياً، يقابلها تعايش من قبل الاحتلال مع هذه الانتفاضة، لافتاً إلى أن العمليات التي نُفذت مؤخراً والتي كان آخرها عملية "بيت إيل" النوعية على يد أحد أفراد الأجهزة الأمنية بالضفة المحتلة تُعبِّر عن انتقام ورغبة شعبية بمواجهة الاحتلال.

وأشار الكاتب المختص في الشأن "الإسرائيلي" إلى أن عملية "بيت إيل" رسمت تطوراً جديداً في مسار وسلوك الانتفاضة نحو استخدام السلاح، مبيناً أن العملية تعبير عن حالة "الغليان" التي تحدث عنها بعض ضباط الأجهزة الأمنية في الضفة تجاه القمع وعمليات القتل العنيفة التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

ونوّه إلى أن استمرار القمع الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين سيدفع نحو المزيد من تنفيذ العمليات الفدائية التي تتخذ من السلاح الناري وسيلة لمواجهة الاحتلال، إلى جانب استخدام وسائل الدهس والطعن.

ودعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى وقفة تحية للشهيد أمجد سكري وإشادة بعمليته البطولية اليوم الاثنين أمام برج شوا وحصري وسط مدينة غزة .

منفذ عملية "بيت إيل" يعمل في جهاز الشرطة

عملية "بيت إيل".. ضربة قاصمة للتنسيق الأمني 160131112933Dhbb

]size=24]ذكرت مصادر فلسطينية أن منفذ عملية "بيت ايل" هو أمجد ابو عمر من مرتبات جهاز الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وقالت المصادر أن الشهيد (35 عاما) من جماعين قضاء نابلس ويعمل عنصرا في شرطة الحراسات الخاصة وهو المرافق الشخصي لرئيس نيابة رام الله أحمد حنون، وكان يركب سيارة حكومية تابعة للنيابة عند تنفيذ العملية. وبحسب اعترافات المصادر الإسرائيلية فقد أسفرت عملية إطلاق النار التي وقعت قبيل ظهر الأحد، التي نفذها الشهيد أبوعمر عن إصابة ثلاثة مكن جنود إسرائيليين وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة. ويستعمل هذا حاجز بيت ايل كمعبر للشخصيات المهمة (VIP)، ويستعمله مسؤولو السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة في تنقلاتهم، ويقع قربه مكتب الارتباط المدني وعدد من القواعد العسكرية التي يستخدمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية.[/size]

صحيفة الاستقلال

» الزواج صحة على الرجال والنساء.. والعزوبية ضربة في القلب
» "هآرتس": تحسن ملحوظ على مستوى التنسيق الأمني مع السلطة
» هآرتس": التنسيق الأمني في عهد مرسي هو الأفضل منذ توقيع كامب ديفيد
» لم يبق من اوسلو الا التنسيق الأمني وإتفاق باريس ومطلوب نائب للرئيس
» الثانية خلال ساعات .. إصابة 6 جنود في عملية دهس بطولية بالخليل واستشهاد منفذ عملية الدهس في بيت أمر بالخليل