معــركـة بلعا و معـركـة حلحـول 1936م

معــركـة بلعا
علمت استخبارات الثورة الفلسطينية التي أشعل وقودها الشيخ عز الدين القسام ، أن قافلة من الجيش البريطاني المتواطئ مع اليهود تتألف من عشرون سيارة عسكرية تحرسها بعض الدبابات ، سترابط على طريق بين طولكرم ونابلس لحماية موصلات القافلة اليهودية التي تمر يوميا من ذلك الطريق ، فقام فوزي القاوقجي بجولة في مناطق جنين وطولكرم ونابلس وقرر القيام بهاجمة القافلة البريطانية التي تمر بين طولكرم ونابلس وذلك بنصب كمين لها في جبال بلعا والجبال المحيطة بالطريق العام الرئيسي بين عنبتا وطولكرم .

ومع فجر اليوم الثالث من أيلول 1936م كان القاوقجي قد أتم توزيع الثوار في المنطقة المقررة ، حيث وضع الثوار العراقيين بقيادة جاسم في القلب وعلى يمينهم الثوار العرب الدروز بقيادة حمد صعب ومساعده محمود أبو يحيى وعلى يمين الدروز وضع الثوار الحمصيين والحمويين بقيادة منير الريس وعلى يسارهم وضع الثوار الشاميين بقيادة الشيخ محمد الأشمر ، ثم وضع الثوار الفلسطينيين بقيادة عبد الرحيم الحاج محمد أبو كمال في كمين متقدم لمهاجمة القافلة البريطانية عن قرب (1) .

وما أن وصلت القافلة البريطانية إلى المكان الذي كمن فيه الثوار بدأت سياراتها ودباباتها تصدم بألالغام التي زرعها الثوار ، فخرج الجنود من سياراتهم ومصافحاتهم من شدة نيران الثوار ، فتلقفتهم نيران الثوار تحصدهم حصدا لتلقى بهم حطبا إلى نار جهنم ، ولم تلبث النجدات البريطانية أن هرعت إلى مكان المعركة حتى أصبح عدد القوات البريطانية قرابة الخمسة ألاف جندي وضابط ، وبلغ من احتدام وعنف المعركة ، أن القيادة البريطانية اضطرت إلى الزج بسلاحها الجوي في المعركة فأرسلت خمس عشرة طائرة حربية لمهاجمة معاقل الثوار ، واستمرت المعركة بين القلة المؤمنة من الثوار والكثرة الكافرة من جنود بريطانية يوما كاملا ، واتسعت ارض المعركة حتى شملت كل المنطقة من غرب دير شرف حتى نور شمس غربا وشمالا حتى جبال بلعا ، كما وصلت نجدات من أبناء القرى الفلسطينية المجاورة لمساندة الثوار في المعركة ، ولم تستطيع القوات البريطانية من إنهاء المعركة ، وعندما ساد الظلام انسحب الثوار من ارض المعركة ، وأسفرت المعركة عن استشهاد عشرة من الثوار وعشرات القتلى والجرحى من جنود بريطانيا حطبا لنار جهنم ، واعترفت القيادة البريطانية بسقوط طائرتين حربيتين ومقتل ضابط الطيران هنز والطيار لتكوني وضابطين آخرين والعريف ولكس ، ولكنها لم تذكر أي شيء عن خسائرها بين الجنود (2) .

مراجع المعركة : -
(1)فلسطين تاريخا ونضالا : نجيب الأحمد ص 235
(2)مجلة ارض الإسراء : العدد 73 ص 8

معـركـة حلحـول
وزع المجاهد سعيد العاص أفراد قواته إلى ثلاث أقسام جعل القسم الأول والأكبر مرابطا في جبال حلحول بعد أن إغلاق الشارع العام بالحجارة الكبيرة ، وجعل القسم الثاني يرابط إلى الجنوب بقيادة سالم الشيخ وذلك لمنع وصول نجدات معادية إلى مسرح القتال هناك .

وفي الساعة الثالثة من بعد الظهر الرابع والعشرون من أيلول 1936م وصلت قافلة عسكرية من الخليل ، ووجدت الطريق مسدودة بالحجارة ، فنزل بعض الجنود لفتحها ،وما كان من المجاهدين المرابطين على الطريق إلا أن انهالوا عليهم بوابل من الرصاص فقتلوا عددا كبير منهم ، فلما أفاق الجنود الباقون من هول الصدمة استعملوا رشاشاتهم ومدافعهم للدفاع عن أنفسهم ، ولكن عزم وإيمان المجاهدين بسلاحهم القديم انتصر على القوة البريطانية ، فقد صارع قائد القافلة بطلب نجدات من القيادة البريطانية .

فأرسلت إليهم القيادة البريطانية ما يقارب من 1500 جندي بريطاني ، إلا أن هذه النجدة لم تتمكن من الوصول إلى ساحة المعركة حيث تصدى لها المجاهدون المرابطون لمنع وصول النجدات ، واستمر القتال أكثر من خمسة عشرة ساعة من الساعة الثالثة من بعد الظهر الرابع والعشرين إلى صباح يوم الخامس والعشرين من أيلول 1936م وقبل طلوع الشمس انسحب المجاهدين من ارض المعركة بعد أن ابلوا بلاء حسنا في القتال وأعطوا درسا للقوات البريطانية في فنون القتال إلى قواعدهم الحصينة في الجبال بعد أن قتلوا أكثر من أربعون جندي بريطاني وغنموا كمية من أسلحة العدو ، وقد استشهد ثلاثة من المجاهدين الفلسطينيين (1) .

مراجع المعركة :-
(1)مجلة ارض الإسراء : العدد 74 ص 25