هل يستطيع الفلسطينيّون تحييد أنفسهم في لبنان وسوريا؟

هل يستطيع الفلسطينيّون تحييد أنفسهم في لبنان وسوريا؟

قرعت معارك مخيم اليرموك جرس الانذار فلسطينيا. فالمخيم الذي يضم نحو ثلث مليون فلسطيني، ويتعايشون مع كتلة سكانية سورية موازية تقريبا، بات امام مواجهة صعبة. فالفلسطينيون الذين يتمتعون في سوريا بحقوق شبه كاملة يتحولون الى مشكلة في ذاتهم، بعدما بات المخيم جزءا من الصراع العسكري الدائر بين السلطة والمعارضة.
واذ كانت غالبية القوى الفلسطينية في المخيم متحالفة مع نظام الرئيس بشار الاسد، فان حماس والجهاد الاسلامي اعلنتا في وضوح دعم المعارضـة. واما الجبهة الشعبية - القيادة العامة فهي تشهد انقساما داخليا حادا بين الداعمين للرئيس السوري والمعارضين له. وهذا الامر قد يؤدي في حال تطوره الى ان يكون المخيم الفلسطيني بغالبية قواه وفصائله وجماهيره الى جانب المعارضة.
والموقع الذي يحتله المخيم حساس جدا لانه متداخل بضواحي العاصمة، ومن شأن تحوله ممرا او مقرا للمعارضة ان يثير حفيظة قوى السلطة في شكل كبير. وتاليا سيكون الوضع الفلسطيني، ليس في اليرموك والمخيمات القريبة من العاصمة السورية فحسب حساسا، بل ان العدوى ستنتقل الى مجمل الوضع الفلسطيني في سوريا، حيث المخيمات المعترف بها رسميا او غير معترف بها تنتشر من أقصى سوريا الى أقصاها.
واوحت ردود الفعل التي ميزت مواقف القيادة السورية والفصائل والقوى الفلسطينـية حـتى الـيوم بان الطرفين لا يريدان الوصول الى المواجهة. فبين دمشق والقوى الفلسطينية تاريخ من الدعم المتبادل على مختلف المستويات. كما ان ايا من الطرفين لا يستفيد من هذه المواجهة: لا النظام يرتاح الى زيادة الضغط عليه باضافة العامل الفلسطيني، ولا الفلسطينيون مستعدون لتكبد الخسائر الهائلة التي ستصيبهم مع خراب المخيمات وتهجير اهلها مجددا.
لكن الامر ليس سهلا. فالقوى الفلسطيـنية منخـرطة في نسب متفاوتة في المعركة الى جانب المعارضة. ويصعب عملـيا تحيـيدها. ويعـيش مخيـم اليرموك حاليا فترة هدوء نسبي يمكن اعتبارها تجريبية من الجانبين، لكن الايام المقـبلة غير مضمونة الإتجاهات.
ولا يقتصر الخطر فلسطينيا على الوضع السوري، بل يتعداه الى لبنان. فالمعادلة هي عينها قائمة داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها. وستكون للمواجهة الفلسطينية الى جانب المعارضة وضد النظام في سوريا ترددات على حلفاء الطرفين السوريين. فهناك مخاوف حقيقية من ان تؤدي العلاقة بين الفلسطينيين وخصوم دمشق في لبنان الى زيادة منسوب التوتر القائم مع حلفاء النظام اللبنانيين. والسلاح موجود في ايدي الجميع، والمقاتلون أيضا، واجواء الفلتان والفوضى وعجز السلطة لا يريح الى امكان تطويق اي شرارة قتال جدية ومخطط لها.
ومن هنا، سيكـون العامـل الفلسطيـني سلبـيا في لعبة الامن سوريا ولبنانيا. وسيكون سلبيا، خصوصا على الفلسطينيين انفسهم الذين سيـجدون انهم وقعوا مجددا فـي زواريـب الحـروب الاهلية، تماما كما في حرب العام 1975. والاكلاف كانت كبيرة، للفلسطينيين وسواهم على حد سواء.

ايلين عيسى
هل يستطيع الفلسطينيّون تحييد أنفسهم في لبنان وسوريا؟ NewLogo

هل يستطيع الفلسطينيّون تحييد أنفسهم في لبنان وسوريا؟ NewLogo

» هيفا الان - باسل حمدان ملك جمال لبنان - روزاريتا طويل - كريستينا صويا ملكة جمال لبنان
» دراسة: جنينك يستطيع التعرف على الوجوه وهو لا زال ببطنك!
» عملاء يسلمون أنفسهم للمقاومة بعد إعدام أقرانهم
» الفلسطينيون في لبنان: وقود الثّورة أم رماد السّلام؟
» جولة دنيا الوطن في ام قيس ... قرية اردنية تاريخية تطل على فلسطين ولبنان وسوريا